تعاظم ضربات المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، مرةً بالدهس وثانية بالطعن وأخرى بتفجير العبوات الناسفة وإطلاق النار، فلم يستفيق الاحتلال من تأثير تنفيذ عملية تفجير نوعية استهدفت قوة إسرائيلية راجلة اقتحمت نابلس، دوى على إثرها في المكان بكاء وصراخ الجنود المدججين بأعتى الأسلحة وخلفت 4 إصابات، حتى استيقظ هذا الصباح على عملية دهس غرب رام الله، وأسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 6 آخرين، بينها إصابات خطيرة.
عملية دهس أخرى نفذها فلسطيني جنوب مدينة الخليل قرب مغتصبة حجاي، وأسفرت عن إصابة جندي، فيما أطلق جنود الاحتلال النار صوب المركبة التي كان يستقلها الشاب المنفذ ما أدى لإصابته.
وفي الليلة الماضية وقبيل تنفيذ عملية التفجير، نفذ فتى فلسطيني عملية طعن في إحدى محطات القطار الخفيف في حي المصرارة بالقدس المحتلة، وأدى لإصابة مستوطن واستشهاد الفتى.
ويؤكد محللون سياسيون ومختصون أن تنفيذ أربع عمليات فدائية في أقل من 24 ساعة، نقلت رسائل واضحة للاحتلال، أن المقاومة حق طبيعي لأي فلسطيني في ظل استمرار سياسة القتل والاعتقال والتضييق، في وقت دخل فيه العمل المقاوم بمدن الضفة مرحلة جديدة على عكس تقديرات الاحتلال.
رد طبيعي
وحول تصاعد عمليات المقاومة وتنوعها في مدن الضفة المحتلة، يقول الباحث في الشأن الإسرائيلي أحمد الفليت: "إن كل ما يجري من عمليات متنوعة تأتي في إطار الرد الطبيعي على إجراءات الحكومة الصهيونية الاجرامية بحق أهلنا في الضفة، ورد على إجراءات بن غفير بحق السكان الفلسطينيين في القدس ومدن الداخل، بالإضافة إلى التضييقات التي يمارسها ضد الأسرى في السجون".
ويضيف الفلت"أن هذه الحكومة المتطرفة بإجراءاتها ضد الشعب الفلسطيني تؤكد أن ما يجري من فعل مقاوم هي ردود طبيعي تأتي من قبل المقاومة سواء من قبل عمليات منظمة أو فردية"، مؤكداً أن المقاومة حق طبيعي لأي شعب يقع تحت الاحتلال.
وفيما يتعلق بتنوع العمليات ضد الاحتلال، يبين أن عمليات إطلاق نار في الغالب تكون من قبل أشخاص يتبعون لفصائل مقاومة، أما عمليات الدهس والطعن تأخذ الطابع الفردي بعيداً عن العمل المنظم والفصائلي، لكن كل هذا في مجمله رد على جرائم الاحتلال.
.
ووفق ما ذكره، فإن العمليات الفدائية ستستمر وقد تزداد وتيرتها في الآونة القادمة، وهي مرتبطة بسياسات الاحتلال على الأرض، حيث هناك مضايقات على الفلسطينيين في الضفة والقدس المحتلتين، وفي سجون الأسرى.
ويشير الفليت في حديثه إلى أنه منذ بداية العام الحالي هناك 5000 حالة اعتقال وحتى اللحظة، إلى جانب عدد كبير من الإصابات والشهداء، وحواجز في كل مدن الضفة وتضييقات يومية، وهذا كله ردود طبيعية لشعب يرزح تحت الاحتلال.
تحول مهم
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا: "إن عمليات المقاومة في الضفة الغربية خلال 24 ساعة تحول مهم في المواجهة مع الاحتلال الاسرئيلي"، موضحاً أن الحالة الثورية في الضفة دخلت مرحلة جديدة رغم اعتقاد الاحتلال أنها قد تقل أو تنخفض نسبة العمليات بسبب التهديدات الإسرائيلية للمقاومة.
ويضيف القرا لـ "الرأي": "على عكس تقدير الاحتلال، ثبت أن المقاومة قوية تضرب بقوة خلال 24 ساعة، أربع عمليات لها ما بعدها، وستصعد العمل المقاوم في الضفة الغربية".
وبحسب القرا، فإنه وبنفس الوقت هناك حالة لدى الاحتلال الإسرائيلي نحو تشكيل ضغط لتنفيذ التهديدات باستهداف المقاومة في غزة أو في الخارج، وهذا أمر أصبح وارد.
ويتابع قوله: "لكن بكل الحالات ما يفعله الاحتلال من تصعيد بالضفة الغربية لن يؤثر على المقاومة، ونحن أمام مرحلة جديدة من عمل المقاومة الذي يوقع الكثير من الإصابات والقتل في صفوف الاحتلال"، مشيراً إلى أن الأكثر أهمية أيضاً هو أن العمليات تأتي في أكثر من منطقة وهذا يسبب حالة استنزاف كبيرة لجيش الاحتلال في نابلس جنين وكافة مدن الضفة، ومن المتوقع أن تشمل مناطق أخرى، كما حدث الفترة الماضية في مدينتي طولكرم وأريحا.