مركز حقوقي يدين اقتحام شرطة غزة جامعة الازهر ومنع ارتداء الكوفية الفلسطينية

قال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ان الشرطة في غزة قامت اليوم الموافق 21 سبتمبر 2021  باقتحام الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة الأزهر بغزة وأمرت الطلبة بعدم ارتداء الكوفية الفلسطينية، بحجة وجود أوامر لديهم بحظر ارتداء الكوفية، ومن ثم قامت الشرطة بتوقيف كل من رفض خلع الكوفية وأخضعتهم للضرب والمعاملة الحاطة بالكرامة. 

وادان المركز  الفلسطيني لحقوق الإنسان اقتحام الحرم الجامعي لجامعة الأزهر، والاعتداء على الطلبة، مؤكدا أن لبس الكوفية الفلسطينية يعتبر من الحريات الشخصية التي لا يجوز بأي حال التعرض لها تحت أية ذريعة.  ولذا، يطالب المركز النائب العام في غزة بالتحقيق في هذه الواقعة وإحالة المتورطين فيها للعدالة.

وقد افاد أحد الطلاب، 21 سنة، لباحثة المركز: ” في حوالي الساعة 8:30 من صباح اليوم، وأثناء دخولي من بوابة الجامعة الشمالية (الحرم الشرقي)  نادى عليَ مدير الشرطة في الجامعة وطلب مني نزع الكوفية لوجود قرار بمنعها من الشرطة، وعندما رفضت أخذني افراد الشرطة إلى غرفة الشرطة الموجودة بجوار بوابة الجامعة، وانهال عدد من افراد الشرطة علي بالضرب باستخدام أيديهم والعصي، وأخذوا الكوفية، وطلبوا مني كتابة تعهد بعدم ارتداء الكوفية فرفضت، واستطعت الوصول إلى داخل الحرم الجامعي، واستمروا بضربي حتى تجمهر الطلبة واستطعت الانسحاب.”

  

كما افاد طالب آخر، 21 عاماً، “في حوالي الساعة 9:00 من صباح اليوم، وبينما كنت أقف على مدرج مبنى الهندسة في الجامعة، حضر عدد من افراد الشرطة وطلبوا مني نزع الكوفية الفلسطينية، ولكني رفضت، فأخذوني إلى غرفة الأمن، وقام افراد الأمن بالاعتداء عليّ بالضرب وتوجيه كلمات غير لائقة لي، وقام بسحب الكوفية من عنقي ومصادرة هاتفي النقال.  وطلب مني الانتظار على باب الغرفة، وعدم التحرك، واعادوا لي هاتفي بعد نصف ساعة، واعادوا لي الكوفية وطلب مني عدم ارتدائها.”

وقد أصدرت جامعة الأزهر بياناً جاء فيه: “تستنكر جامعة الأزهر-غزة وتشجب قيام شرطة الجامعات بالاعتداء على طلبة وموظفين من أمن الجامعة؛ صباح اليوم الثلاثاء الموافق 21/9/2021، وتعتبر الجامعة أن هذا السلوك مرفوض داخل الحرم الجامعي الذي يحمل قدسية العلم..”. وطالبت الجامعة في بيانها “جهات الاختصاص والمسئولين بضرورة التدخل لحماية الجامعة وطلبتها وعامليها، ومنع أي تدخل في الحرم الجامعي لغير جهات الاختصاص.”

 
وفي اعقاب ذلك، أصدرت الشرطة تصريحاً جاء فيه: “تتابع قيادة الشرطة مع رئاسة جامعة الأزهر بغزة ما حدث صباح اليوم في حرم الجامعة، من إشكالية بين أحد الأطر الطلابية وبعض موظفي أمن الجامعة مع مكتب شرطة الجامعة، وتعبّر قيادة الشرطة عن استغرابها للبيان الصادر عن إدارة الجامعة، والذي حمل اتهامات غير صحيحة بحق ضباط الشرطة وتضمّن قلباً للحقائق، في حين أن التواصل مستمر بين قيادة الشرطة ورئاسة الجامعة لمعالجة ما حدث.  تؤكد قيادة الشرطة أن المحافظة على أجواء السكينة والنظام داخل الجامعات هدف نسعى جميعاً لأجله.”

واكد المركز إن الاعتداء على الحريات الشخصية والتعذيب جريمتان لا تسقطا بالتقادم بموجب القانون الأساسي حيث نصت المادة (32) على: “كل اعتداء على أي من الحريات الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للإنسان وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها القانون الأساسي أو القانون، جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم، وتضمن السلطة الوطنية تعويضاً عادلاً لمن وقع عليه الضرر.” كما نصت المادة (13) على: “لا يجوز إخضاع أحد لأي إكراه أو تعذيب..”

واضاف أن تصرف السلطة في غزة يخالف التزامات فلسطين بموجب العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية حيث نصت المـــادة (9) على: “1. لكل فرد حق في الحرية وفى الأمان على شخصه. ولا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفا. ولا يجوز حرمان أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون وطبقا للإجراء المقرر فيه.” كما نصت المادة (7) على: “لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة.”

وامد المركز أنه لا يجوز للشرطة اقتحام الحرم الجامعي إلا في حال طلبت إدارة الجامعة ذلك، وأن مخالفة ذلك يعتبر تعدٍ خطير على الحياة الجامعية والحق في التعليم وقدسية الحرم الجامعي.

وعبر المركز عن استهجانه الشديد لقيام أفراد شرطة بمنع ارتداء الكوفية في جامعة الأزهر فإنه يطالب النائب العام بفتح تحقيق فوري في الموضوع وتقديم المسؤولين للعدالة. 

وطالب قيادة الشرطة في غزة باحترام الحقوق والحريات، واحترام القانون الفلسطيني وإعلاء سيادة القانون، وعدم اقتحام أي حرم جامعي.