على طريقة عادل إمام وسعيد صالح حينما انتحلا صفة قوة شرطة وطبيب من الصحة وداهما محلات الجزارة المملوكة لصلاح نظمي "حلاوة العنتبلي" في الفيلم الشهير "على باب الوزير"، فقد أقدم 4 عاطلين على تقديم نفس المشهد بشكل واقعي في مدينة 6 أكتوبر بالجيزة جنوبي العاصمة المصرية القاهرة.وبحسب ما كشفته تحقيقات نيابة أكتوبر، فإن المتهمين الأربعة قلدوا مشاهد رأوها في أفلام السينما، فاختمرت في ذهنهم الفكرة لسرقة المنشآت التي تعمل في أنشطة دون ترخيص على وجه الخصوص، حتى تكون المهمة سهلة ولا يرتاب في أمرهم أحد.ولكن وفقا لما جاء بالتحقيقات، وحسب اعترافات المتهمين، فقد حدث أمر لم يتوقعوه، وهو ما أدى لكشف أمرهم، حيث هرب أحد العاملين بمكان داهموه وهم يرتدون زي الشرطة، لكنه سقط من إحدى النوافذ ومات.
وقد تم كشف خيوط القصة عبر بلاغ لقسم شرطة أول أكتوبر بمديرية أمن الجيزة، بالعثور على جثة شخص يعمل بمركز صحي خاص دون ترخيص، في أحد المباني بدائرة القسم، وبها كدمات وجروح.وتبين من التحقيقات والمعلومات التي جمعها رجال الشرطة، أنه في نفس اليوم الذي تم العثور على الجثة، حضر للمركز المشار إليه 3 أشخاص منتحلين صفة رجال شرطة، واستولوا على 5 هواتف محمولة ومبلغ مالي من المكان.
لكن في أثناء ذلك، قام بعض العاملين والمتوفي بالهرب والقفز من أحد النوافذ بالمركز، مما أدى إلى وفاته .وعبر تشكيل فريق بحث جنائي برئاسة قطاع الأمن العام، وبمشاركة الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تم تحديد مرتكبي الواقعة، وتبين أنهم 4 أشخاص، لاثنين منهم سوابق جنائية.وتمكنت الشرطة من ضبط 3 من المتهمين، وتعمل حاليا على تكثيف جهودها لضبط المتهم الرابع الهارب.
وأقر المتهمون المقبوض عليهم في تحقيقات النيابة، بأنهم انتحلوا صفة رجال شرطة لعلمهم بأن المركز غير مرخص، مؤكدين أنهم لم يعلموا أن المتوفي قفز من النافذة. كما أرشدوا السلطات لمواقع الهواتف المحمولة المستولى عليها، واعترفوا أنهم أنفقوا المبلغ المالي على متطلباتهم الشخصية.
وتم استدعاء بعض العاملين بالمركز المشار إليه وتعرفوا على المتهمين، وقررت النيابة حبسهم بتهم انتحال صفة شرطة، والتسبب في وفاة شخص، فضلا عن تشميع المركز الصحي لعدم وجود ترخيص، واستعجال جهود المباحث للقبض على المتهم الهارب.