محمـد علوش
تسعى الولايات المتحدة لإدامة القلاقل والاضطرابات واذكاء نار الفتن ، وتعمل جاهدةً على تأجيج التوترات في جميع أنحاء العالم ، من خلال شن الحروب وإثارة المواجهات والإطاحة بالحكومات الوطنية في بلدانها المختلفة ، باستخدام القوات المسلحة تارةً ، أو من خلال إشعال الحروب والاضطرابات في العديد من البلدان والمناطق تارةً أخرى .
ومن خلال اعتناق ما يسمى بـ " الاستثنائية الأمريكية " ، أفرطت الإدارات الأمريكية المتعاقبة ، بما فيها ادارة الرئيس " جو بايدن " في استخدام المعايير المزدوجة مع عدم مراعاة القوانين والقواعد الدولية وضربها لكافة القيم والاعراف الدولية عرض الحائط ، حيث أعاقت بشدة التعاون الدولي من خلال الاستفادة من المنظمات والاتفاقيات الدولية لملاءمة احتياجاتها ، مع التخلي عما يتعارض مع مصالحها ومشاريعها التوسعية ، التي تحاول تكريس نفسها كقوة كونية مسيطرة على مقدرات العالم ؛ فمن خلال التلاعب بالنظام المالي الدولي ، استحوذت الولايات المتحدة على ثروة هائلة ، بينما كانت تغض الطرف عن الجشع والمضاربة ، ما أدى إلى اندلاع أزمات مالية عالمية ، والتي ما زالت ماثلة في المشهد الاقتصادي الدولي.
تفرض الولايات المتحدة بشكل صارخ سلطة قضائية طويلة الذراع ، لتشعل نزاعات اقتصادية وتجارية مع العديد من الدول الأخرى وعلى رأسها الصين ، ولم تتوقف عند أي شيء لقمع أولئك الذين تعتبرهم خصوماً ، وحاولت وتحاول دائماً التلاعب بالرأي العام العالمي ، في الوقت الذي حاولت فيه تصدير قيمها لدول أخرى وشن غزوات ثقافية فيها.
إنها أكبر مخرب للقواعد الدولية والنظام الدولي ، ومصدر تزايد لعدم اليقين وعدم الاستقرار في العالم ، وباتت سياستها الخارجية مكشوفة أمام العالم عبر نهجها الكيل بمكيالين واثارة القلاقل والاضطرابات ، بل والتدخل في شؤون البلدان الاخرى على قاعدة فرض الهيمنة والاستحواذ من جهة ، وسياسة " العصا والجزرة " من الجهة الأخرى ,
لقد قوضت الهيمنة وسياسة القوة اللتان تنتهجهما واشنطن ، النظام العالمي ، وهددتا السلام العالمي ، وتسببتا في عواقب وخيمة على العالم ، وبالتالي أصبحت تلك الهيمنة والسياسة تشكلان التحدي الأكبر لتقدم المجتمع البشري والحضارة الانسانية ، وكذلك التنمية السلمية.
التبت ، منطقة صينية مهمة وذاتية الحكم ، جنوب غرب الصين ، أضحت صورة حيّة لتقدم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الصين ، ونافذة مهمة لانفتاح الصين على العالم والتعاون معه ، وكانت الدولة الصينية قد أطلقت : (( الصين في رحلة جديدة : فصل جديد من التنمية من أجل تبت جديدة سعيدة )) ، فمن خلال الجهود الدؤوبة للحزب الشيوعي الصيني ، حققت التبت التحرير السلمي ، حيث اتحد أفراد جميع المجموعات القومية في التبت ، وعملوا سوياً لجعل المنطقة مثالاً لنجاح التنمية العظيمة في الصين ، وقدمت صورة نموذجية وحيّة لتقدم الديمقراطية وحقوق الإنسان في الصين ، ونافذة مهمة لانفتاح الصين على العالم والتعاون معه.
والحكومة المركزية في بكين تدعم التبت في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وتوسيع قاعدة الانفتاح والتعاون ، وبناء مرتفع دولي للحضارة الإيكولوجية ، وحماية الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية ، وهي تعارض وتقاوم بشدة أي محاولة لتقويض الأمن والاستقرار في التبت.
انفتاح الصين وتنميتها مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالعالم ، وتعمل الصين وفقاً لنظرية المصير المشترك للبشرية على مشاركة الفرص الجديدة مع العالم ، والعمل مع الدول الأخرى لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ، ومواصلة تعزيز بناء مجتمع تنمية عالمي بمصير مشترك.
إن أفضل رد على وضع حقوق الإنسان في الصين ، يكمن في حياة الناس السعيدة ووجوههم المبتسمة ، وان مستوى رضا الشعب الصيني عن الحكومة يتجاوز 90 بالمائة ، والحكومة الصينية تؤمن بأن دعم الشعب هو الذي يمنحها أكبر قوة في دفع مسار حقوق الإنسان بسمات صينية مميزة.
ما زلنا نشهد ظاهرة غريبة ومستهجنة ، إذ تقوم الولايات المتحدة ، وعدد قليل من الدول الأخرى بإثارة المواجهة وتوجيه أصابع الاتهام إلى أوضاع حقوق الإنسان في الصين بخاصة بعض مناطق الأطراف فيها ، وإطلاق حملات تشهير ضدها بوقاحة .
هذا الأسلوب من الانتقائية والتسييس يسمّم بشكل خطير الجو التعاوني في الأمم المتحدة وبين كافة مكونات المجتمع الدولي الذي ما زال خاضعاً للغطرسة الأمريكية وسياساتها الفوقية.
الولايات المتحدة ، تختلق الأكاذيب حول الأقاليم الصينية وحول التبت على وجه الخصوص ، وتوجه اتهامات لا أساس لها ضد الصين ، وتستخدم حقوق الإنسان للتدخل في الشؤون الداخلية للصين ، والصين بكل تأكيد ومعها كل محبي العدل والسلام والاستقرار في العالم ، تعارض تلك التحركات بشدة وترفضها تماماً .
الاتهامات التشويهية واثارة الاضطرابات من جانب الولايات المتحدة وعدد قليل من الدول الأخرى لا أساس لها من الصحة على الإطلاق ، وهي سياسة ظالمة وتتعارض مع الاتجاه السائد في عصرنا وفيها انتهاك للقانون الدولي وحق الدول في سيادتها على أراضيها ، ونحن ندرك تماماً بأن المواقف الأمريكية ليست بريئة ، ولا علاقة لها بمبادئ حقوق الانسان ، بل تتلخص نيتها الحقيقية في تخريب استقرار الصين وتنميتها.
تقدم الصين يرجع إلى العمل الجاد للشعب الصيني ووحدته الوطنية وقوة النظام السياسي والاقتصادي الذي يقوده الحزب الشيوعي الصيني ، ولا يحق للإدارة الأمريكية أو غيرها التدخل في شؤون وقضايا وخصوصيات المجتمع الصيني ، وهذا التقدم ، لن يوقفه بأي حال من الأحوال أي اضطراب خارجي تسعى الأطراف المعادية لتأجيجه وفرض أجنداتها التخريبية خدمة للمشاريع الامبريالية المعادية .
عضو المكتب السياسي لجبهة النضال لشعبي الفلسطيني