طبيب عربي يحذر المهاجرين من السفر عبر غابات بيلاروس

 

حذر الطبيب السوري قسام شحادة البالغ 54 عاما اللاجئ في بولندا المهاجرين من الشرق الأوسط من السفر إلى أوروبا عبر بيلاروس، مشيرا إلى أن "الموت في هذا الطريق".

وقال: "كل الأطفال يحلمون بحياة أفضل، يحلمون بالسلام وبكل ما يمنحهم الفرح والسعادة. الكل يلتمسون الهروب من ذلك البلد.. إنه الجحيم"، في إشارة إلى وطنه الذي قدم منه بعض من هؤلاء المهاجرين. وفق ما ذكرته رويترز.

وأضاف: "إنه طريق الموت.. لا أنصح أحدا بهذه الرحلة. إنها رحلة محفوفة بالمخاطر وغالبا ما تنتهي بالفشل".

وتابع، أن الوافدين الجدد يعيشون الآن في أسر الخوف من إعادتهم قسرا إلى بيلاروس... ما رأوه وعاشوه على الحدود كابوس مروع.

ويتطوع الطبيب السوري أحيانا بالعمل كمترجم للغة العربية في المستشفيات التي تعالج المهاجرين، أو يساعد العائلات المهاجرة في معرفة ما حدث لذويهم الذين اختفوا أو ماتوا.

واستقر شحادة قبل ثلاث سنوات في بولندا بعد أن حصل على حق اللجوء، وتطوع الآن لمساعدة المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط على الحدود، ممن يحدوهم الأمل في دخول أوروبا بعد رحلة مضنية عبر غابات تغطيها الثلوج.

ويتهم الاتحاد الأوروبي رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو بتعمد إشعال الأزمة عبر تسهيل سفر المهاجرين من دول الشرق الأوسط والزج بهم لاختراق حدود الاتحاد الأوروبي بشكل غير قانوني عبر بولندا وليتوانيا في رد على عقوبات فرضها الاتحاد على بيلاروس.

نفت مينسك هذه الاتهامات جملة وتفصيلا وأكدت أن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو عرض على الاتحاد الأوروبي فتح ممر إنساني لعبور ألفين من المهاجرين العالقين عند الحدود مع بولندا إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.

وأكدت المتحدثة باسم الرئاسة البيلاروسية ناتاليا أيسمونت للصحفيين أن نحو سبعة آلاف لاجئ يتواجدون حاليا في أراضي بلادها، منهم ألفا شخص في المخيم العشوائي الذي أقاموه عند حدود بولندا، و200-500 آخرون، حسب التقييمات المختلفة، في مناطق أخرى من الشريط الحدودي، وهم طالبو اللجوء الذين طردهم حرس الحدود البولندي بالقوة بعد اجتيازهم الحدود.

وقالت أيسمونت إن لوكاشينكو في أول اتصال مع القائمة بأعمال المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل جرى مطلع الأسبوع الجاري اقترح آلية لتسوية الأزمة تقضي بفتح الاتحاد الأوروبي ممرا إنسانيا أمام نزلاء المخيم العشوائي (ألفا شخص)، بينما يتعهد الجانب البيلاروسي بمساعدة المهاجرين الآخرين (خمسة آلاف شخص) قدر الإمكان في العودة إلى وطنهم إذا رغبوا في ذلك.

وتابعت المتحدثة أن ميركل وفقا للاتفاقات التي تم التوصل إليها ستتفاوض مع الاتحاد الأوروبي بشأن تنظيم ممر إنساني أمام اللاجئين نزلاء المخيم العشوائي إلى ألمانيا.

ولفتت أيسمونت إلى أن الجانب البيلاروسي قد بدأ بتطبيق التزاماته بموجب هذه الاتفاقات، مشيرة إلى أن 374 مهاجرا معظمهم عراقيون غادروا مينسك إلى وطنهم على متن رحلة استثنائية سيرتها حكومة بغداد.

وأشارت المتحدثة إلى أن باقي المهاجرين يرفضون العودة إلى دولهم رفضا قاطعا ويصرون على ضرورة السماح لهم بالعبور إلى ألمانيا، متعهدة بأن مينسك ستعمل على حل هذه المسألة.

وأكدت أيسمونت أن الاتحاد الأوروبي من جانبه لم يطبق أيا من التزاماته بهذا الشأن.

وحملت المتحدثة السلطات البولندية المسؤولية عن استخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والغاز ومواد كيميائية بحق طالبي اللجوء السلميين خلال اليومين الأخيرين، مضيفة أن لوكاشينكو في هذا الصدد أمر الجهات المختصة في بلده بفعل كل ما يمكن من أجل المساعدة في "عودة اللاجئين إلى الوطن وتطبيق رغباتهم الأخرى".

وتابعت: "الشرط الوحيد هو رغبتهم ولم نرحّل أي شخص إلى العراق أو سوريا أو دول أخرى بالقوة".