قال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بغزة "توماس وايت" إن الوكالة تسعى للحصول على دعم بقيمة 1.6 بليون دولار من المجتمع الدولي، لتغطية "نفقاتنا وتقديم خدماتنا وبرامج التنمية الإنسانية للاجئين في مناطق العمليات الخمس.
وأضاف وايت خلال مؤتمر صحفي عُقد في مدينة غزة يوم الأربعاء، "ستكون حصة غزة 288 مليون دولار، للبرامج الاعتيادية من الموازنة العامة للاجئين في غزة، أي للمدارس والعيادات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى دعم إضافي لموازنة الطوارئ بسبب الوضع الخاص في القطاع".
وأكد أن "أونروا" تمر بمراحل صعبة فيما يخص التمويل، ولا يتم منحها الأموال اللازمة، والتي كنا نرغب بالحصول عليها لأجل تقديم خدماتنا للاجئين في غزة.
وتابع "أردنا تأمين مبلغ مالي للطوارئ الخاصة في حال حدوث كوارث طبيعية أو أي حروب إسرائيلية جديدة على القطاع، وطالبنا أيضًا بدعم برنامج البطالة، لأننا نريد ضخ وظائف إضافية ولو كانت مؤقتة لجيل الشباب".
وأوضح "نأمل أن يكون العام 2022، عام أفضل نستطيع تقديم خدمات أفضل للاجئين، لأن العام الماضي كان سيء جدًا بسبب الحصار الاقتصادي والاجتماعي، والوضع الاقتصادي السيء في غزة، بالإضافة إلى أزمة "كورونا".
وفيما يخص المساعدات الغذائية، أوضح وايت أن الوكالة أجرت مسحًا للعائلات اللاجئة في القطاع، وتبين أن نسبة الفقر تبلغ 81.5% في صفوف اللاجئين، ما يعني أن 1.2 مليون لاجئ بغزة يعيشون تحت خط الفقر، لذلك علينا أن نضخ مزيدًا من المساعدات الغذائية والنقدية لهؤلاء اللاجئين موضحا أن "أونروا" قدمت مساعدات عينية خلال فصل الشتاء الحالي، لما يزيد عن 44 ألف لاجئ في القطاع، كما تم تخصيص 15 مليون يورو للعمل على البنية التحتية فيما يخص المياه والصرف الصحي داخل المخيمات.
وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، قال وايت إن "الوكالة صرفت دفعات مالية بقيمة 15.2 مليون دولار لما يزيد عن 6 آلاف منزل تضرر بشكل جزئي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وجرى إصلاحها حتى الآن".
وأضاف أن هناك 700 عائلة تجري الاستعدادات لإعادة بناء منازلهم المدمرة بالكامل، ونأمل أن ينتهي إعمارها قبل انتهاء هذا العام.
وتابع: "نحن جاهزون لخدمة جميع سكان قطاع غزة في حال حدوث أي كارثة طبيعية أو حرب جديدة، ونعمل من أجل توفير مراكز للإيواء، حيث أنهينا تجهيز 54 مركز إيواء لاستضافة ما يزيد عن 100 ألف شخص في حالة الطوارئ".
وأردف قائلًا: "نحاول توسيع الجاهزية لدينا لاستيعاب 50 ألف شخص آخرين في حالة الطوارئ، وما نحاول عمله الآن، بدلًا من أن تكون مراكز الإيواء ثابتة، أن يكون لدينا الجاهزية لإنشاء مراكز إيواء متنقلة".
وبين أنه موجود لدى "أونروا" حاليًا ما نسبته 30% مما يتم احتياجه في حالات الطوارئ من مواد ومساعدات غذائية وعينية، مضيفًا "سنقوم في القريب العاجل بعمل تجارب لاختبار مدى قوة أداءنا في حالة وجود طوارئ".
وتطرق وايت خلال المؤتمر إلى برامج التعليم، مشيرًا إلى أنه سيتم توظيف 750 معلمًا ومعلمة بعقود ثابتة مع بدء العام الدراسي الجديد، بالتزامن مع تعيين 250 معلمًا ومعلمة.
وبين أن 50 % من الأطفال بغزة بحاجة إلى الدعم النفسي، وستواصل أونروا تقديم خدمات الدعم النفسي الاجتماعي من خلال برامجها التعليمية والصحية، ولديها القدرة على تقديم جلسات دعم وإرشاد نفسي لـ25 ألف طالب وطالبة وأولياء أمورهم.
وأكد أن اللاجئين في القطاع يعيشون ظروفًا صعبة جدًا بسبب الحصار والحروب، لكن ستبقى "أونروا" ملتزمة بتقديم خدماتها، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، وفي ظل غياب الحل السياسي.