من محو الأميّة إلى التخرّج من الجامعة ... قصة لاجئة بعمر 79

تخرّجت اللاجئة الفلسطينية في سوريا نجلاء برغل البالغة من العمر 79 عاماً، من جامعة كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة _ قسم المكتبات في جامعة  تشرين، في مدينة اللاذقية السوريّة، بعد رحلة تعليمية بدأتها من دورات محو الأميّة.

وفي حديث إذاعي لها مع إحدى الإذاعات المحليّة، قالت اللاجئة برغل: إنّها بدأت الدراسة من عمر 55 عاماً، في دورات محو الأميّة، لتتمكّن بعدها من تقديم امتحانات الشهادات الرسمّة " السادس ابتدائي _ التاسع الأساسي_ البكالوريا" ومن ثمّ الدخول إلى الجامعة.

وناقشت السيّدة برغل مشروع تخرّجها من قسم المكتبات في جامعة تشرين، ويتناول مسألة "تكنولوجيا المعلومات والمكتبات الرقميّة في ظل كورونا" بعد رحلة تعليميّة لم توقفها عنها الصعوبات حسبما أشارت في حديثها مؤكّدةً أنّ من يحب العلم ولديه الصحّة والعافيّة لا بد من أن يصنع مسيرته التعليمية.

وحول الصعوبات التي واجهتها، قالت السيّدة برغل: إنّها واجهت صعوبات في المرحلة الإعداديّة حيث اضطرّت لإعادة الامتحانات 3 مرّات قبل تحقيق النجاح، وكذلك في السنة الثالثة من الجامعة تأخرّت سنة واحدة فقط، ولم يحل كبر سنّها دون إتمام تعليمها، واقتصرت مشاكلها الصحيّة فقط على تعب في نظرها، دون حصول مشاكل في التركيز.

وتؤكّد برغل على حبّها للعلم، وهو ما دفعها لخوض مسيرتها التعليمية من الصفر، مشيرةً إلى تشجيع أبنائها وأحفادها لها، وهي أمّ لثمانية أبناء وجدة لـ 15حفيداً جلّهم من المتعلّمين والحاصلين على اختصاصات متنوعّة كالطب والهندسة والأدب العربي وسواها.

وروت برغل، واحداً من المواقف التي واجهتها على مقاعد مدرجات الجامعة، حيث تفاجأ الدكتور المدرّس من وجودها، وظنّها والدة إحدى الطالبات وسألها :" يا حجّة انت خايفة على بنك وجاي معها على الجامعة؟" فأجابته :" لا أنا طالبة عندك." ما دفعه للتعبير عن اعجابه بإصرارها وتشجيعها. مشيرةً بذات الوقت إلى تشجيع الأهل والمجتمع والجيران وسواهم في محيطها.

وروت السيدة برغل لأحد المواقع الإخبارية أنها كانت تعيش مع عائلتها في حي القابون بمدينة دمشق عندما أجبرتها ظروف الحرب على مغادرة منزلها بعد أن فقدت ولديها، وهي الحادثة التي أدمت قلبها، لتهيم مع عائلتها بعد التهجير إلى مكان يؤويهم بعيداً عن النار والدم، فقصدوا حديقة تشرين وسط دمشق، وناموا هناك أربعة أيام، قبل أن ينزحوا إلى مدينة اللاذقية ويستأجروا منزلاً هناك. 

وتضيف أنها ما تزال تعمل في جني الليمون والزيتون وغيره من الأعمال التي تحفظ لها كرامتي وساعدتها على مصاريف الجامعة، متغلبة بذلك على كل مواقف التنمر والكلام الجارح الذي سمعته حول "معنى أن تدرس في هذا السن المتأخر وفي ظل ظروفها المعيشية الصعبة"