شيكات الشؤون.. معاناة متفاقمة

 

صُدمت المُسنة سميحة (79 عامًا) تقطن في حي السلام بمحافظة رفح جنوبي قطاع غزة، من تصريحات وزير التنمية أحمد مجدلاني حول شيكات الشؤون منتصف الأسبوع الجاري.

وتقول لمراسل وكالة "سبق24" الإخبارية الذي التقاها تجلس أمام منزلها المكون من الصفيح وبعض قطع البلاستيك، "احنا بنستنى يطلع المسؤولين ويحكوا الموعد، بالأخر بحكولنا فش موعد، تعبنا كتير من تأخير صرف الشيكات".

وتُضيف المُسنة "لم يعد لديها القدرة على توفير مسلتزماتها من الدواء والغذاء بسبب توقف المحال التجارية والصيدليات من تقديم الخدمات لها، لتراكم الديون وطول فترة انتظار صرف الشيكات".

وأكد أحمد مجدلاني وزير التنمية الاجتماعية الاثنين الماضي، أنه لا موعد محدد لصرف مخصصات التنمية الاجتماعية حتى اليوم، قائلاً: "قد تحدث انفراجه مالية قبل نهاية العام، سيتم بعد ذلك صرف دفعة جديدة".

وذكر في تصريحات إذاعية ان هذا العام هو الأسو على السلطة الفلسطينية، والقرصنة "الإسرائيلية" ازدادت على أموال المقاصة الفلسطينية، مبيناً ان الوزارة ليس لديها موازنة للصرف ، وما يتم حالياً حو تحضير الكشوفات وفقا لقاعدة البيانات التي يتم العمل على تحديثها بشكل دوري للأسر المتعففة.

وتوضح المُسنة سمحية أن الوضع الاقتصادي الذي تعيش فيه عائلتها صعب جدًّا، وأنه لا يوجد أي طرف يشعر بمعاناة عائلتها من الجهات الحكومية، فلديها 11 فردًا في البيت لا يوجد مصدر دخل لهم غير شيكات الشؤون.

وتطالب الجهات المختصة وعلى رأسها وزارتي المالية والتنمية بضرورة الإسراع والعمل على توفير قيمة الشيكات وصرفها للأسر التي أصبحت تعاني كثيرًا بسبب تأخر صرفها.

وتصرف وزارة التنمية الاجتماعية مخصصات الشئون لنحو 111 ألف أسرة بمبلغ إجمالي 130 مليون شيكل تقريبًا لقطاع غزة والضفة الغربية بنظام دفعة شهرية تصل ما بين 700 شيقل إلى 1800 شيقل لكل أسرة كل ثلاثة أشهر، إلا أن الدفعة تتأخر عن الأسر وهو ما يزيد من معاناتها كونها مصدر الدخل الوحيد لهذه الأسر المصنفة بالفقيرة.

ولم تصرف وزارة التنمية الاجتماعية منذ بداية العام مخصصات التنمية الاجتماعية، بسبب عدم دفع الاتحاد الاوروبي للأموال التي يتم خلالها تخصيص جزء لشيكات الشؤون، وفقًا لتصريحات الوزارة.

الحال لم يختلف كثيرًا لدى المواطن رباح محمد (55 عامًا) الذي يُعيل أسرة مكونة من 9 أفراد، ويعتاشون فقط من المخصص المالي الذي توفره له وزارة التنمية فيما يُعرف بـ"شيكات الشؤون".

ويعاني محمد كثيرًا بسبب تأخر صرف الشيكات منذ فترة طويلة، وصرف فقط دفعة واحدة طوال العام الجاري، وفق لحديثه مع مراسل وكالة "سبق24" الإخبارية.

ويُشير إلى أنه يجب على وزارة التنمية بذل قصارى جهدها لصرف دفعة جديدة من شيكات الشؤون، على اعتبار أنها المصدر الوحيد للعائلات الفقيرة التي تنتظرها بشغف كبير.