إجراءات الاحتلال بحق الأسرى انتقامية ومخالفة للقانون

بقلم  :  سري القدوة

الجمعة 10 أيلول / سبتمبر 2021.

       

تواصل إجراءات الاحتلال بحق الأسرى في سجون الاحتلال والتي تحمل طابع الانتقام على واقع شعور الخيبة لدى المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، ومختلف مؤسسات دولة الاحتلال، كون بات القلق يساور الجميع على مستقبلهم وكشف منظومتهم الكاذبة، لذلك لجأت إلى الاستفراد بالأسرى داخل السجون للانتقام منهم على خلفية تمكن الاسرى الستة من تحرير انفسهم من داخل زنازين سجن جلبوع الاكثر تحصنا على المستوى الامني، وأن الإجراءات القمعية والانتقامية طالت جميع الأسرى بداخل سجون الاحتلال الاسرائيلي وخاصة اسرى سجن جلبوع، بعد ان تم نقلهم وتوزيعهم على أقسام مختلفة بداخل السجون الاسرائيلية.

 

وتشهد مديرية السجون العامة وأجهزة المخابرات والشرطة الاسرائيلية لدى الاحتلال حالة من الإرباك والاستفزاز وخاصة من قبل إدارة السجون، وبات مشهد قمع الاسرى الانتقامي هو سيد الموقف؛ ما دفع بالأسرى للاستنفار وليتم ابلاغ ادارة السجون أن ما يجري هو انتقام منهم وعليها أن تبحث عن أخطائها وليس الانتقام منهم وإن ما قام به الأسرى الأبطال من كسر قيدهم وانتزاع حريتهم فعل مقاوم بطولي وشجاع ومُلهم لكل طلاب الحرية في العالم، ويعكس الإرادة الصلبة لأسرانا البواسل وإصرارهم على الانتصار في معركتهم مع السجان وإنهاء حالة القهر والألم الذي يتعرض له آلاف الأسرى مهما كانت التحديات، كما نحيي عاليا صمود أسرانا البواسل وثباتهم ومن خلفهم الشعب الفلسطيني المقاوم في مواجهة إجراءات إدارة السجون وانتهاكاتها بحقهم.

 

وبفعل الواقع الصعب والظروف المأساوية وراء القضبان والجدران وتلك الحياة الصعبة التي يعيشها الاسرى كان لازما عليهم تطوير تجربتهم الاعتقالية حيث تمكن الأسرى من تطوير الآليات ومواجهة إجراءات الاحتلال القمعية؛ أولها اللجوء إلى حل التنظيمات، إضافة إلى الشروع بإضراب عن الطعام، والأسرى يعلمون جيدًا أن اي عمل جماعي موحد من شأنه أن يصد الهجمة الإسرائيلية الشرسة بحقهم ولا يمكن ان يتم السماح للاحتلال بالعبث والتخريب في انجازات الحركة الاسيرة التي عمدت بالدم والتضحيات عبر مسيرة طويلة من الكفاح والنضال والصمود خلف القضبان والأبواب الحديدية، فيتمتع الاسرى دوما في سجون الاحتلال بمعنويات عالية وروح وطنية قوية وواعية وتجربة اعتقالية غنية بالمواقف المعبرة عن قوة وإيمان وحتمية الانتصار الفلسطيني والاستعداد الدائم للتضحية والفداء.

 

ومن المهم ان يدرك قادة الاحتلال أن فتح جبهة مع الأسرى لن يكون مفيدا لهم خصوصًا في أعقاب تهديدات فصائل المقاومة بتصعيد الموقف النضالي والتضامن مع الاسرى ولا يمكن السكوت عن كل هذه الجرائم والانتهاكات التي تمارس بحق الاسرى في سجون الاحتلال ولا يمكن تركهم وحدهم في تلك المعركة؛ فهم عناوين الشعب الفلسطيني ورموزه الوطنية وعنوان للقضية والكفاح الفلسطيني، فهمهم هم الشعب الفلسطيني و آلامهم، ومعركتهم هي معركة الشعب الفلسطيني بجميع توجهاته، لذلك لا يمكن التخلي عنهم ولا عن الواجب الوطني وتلك القيم وما يمثله الضمير الوطني والأخلاقي تجاه قضايا الاسرى وحقوقهم العادلة وفي مقدمتها حقهم في الحرية.

 

الشعب الفلسطيني وفصائله ومكوناته مطالبون بضرورة القيام بواجبهم تجاه الأبطال الستة وحمايتهم بكل قوة والعمل على تعزيز صمود الأسرى وعائلاتهم والوقوف إلى جانبهم وتشكيل أوسع حالة من الاستنفار الوطني والمشاركة الشعبية والرسمية في كل الفعاليات والأنشطة الميدانية والسياسية والشعبية المساندة لهم ومواصلة المشوار الكفاحي لإنهاء معاناتهم ووضع حد لانتهاكات الاحتلال بحقهم والعمل على ايصال صوت الاسرى للعالم اجمع.