بقلم : سري القدوة
السبت 4 أيلول / سبتمبر 2021.
تثبت الاحداث وطبيعة الصراع القائم بان السبيل الوحيد للأمن والسلام للجميع بالمنطقة هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين المحتلة ورفع مستوى عضويتها من المراقب في الأمم المتحدة الي عضو كامل العضوية وفقاً لقرارها رقم 19/67 لعام 2012 والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 وبقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والتي أكدت جميعها علي اهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والإسراع بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية عبر عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة ومشاركة الرباعية الدولية وتوسيع هذه المشاركة عربيا ودوليا من قبل أطراف أخرى معنية في تحقيق السلام بالمنطقة ووضع حد للغطرسة الإسرائيلية والتي فاقت كل التوقعات وباتت تتصرف وكأنها فوق القانون والمواثيق الدولية.
وفي نطاق تطور مجريات العملية السياسية ومجريات ما يجرى من تطورات وفي ضوء انعقاد القمة الثلاثية المصرية الاردنية الفلسطينية فأننا نثمن كل الجهود التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني ومواقف كل من الاردن ومصر الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ودورها الريادي بخدمة القضية الفلسطينية وأهمية الاستمرار في التنسيق والتواصل الدائم بين الجميع والتكامل بين الاردن وفلسطين ومصر بما يخدم مصالح الأمة وقضاياها المشتركة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لوضع حد لسياسات الاحتلال في فلسطين والجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني والتي أدت إلى ارتقاء عشرات الشهداء واستمرار التوسع الاستيطاني وهدم بيوت المواطنين وتهديد عائلات الشيخ جراح وسلوان وبطن الهوى والخليل والأغوار بالطرد من منازلهم ومزارعهم والاستيلاء على أراضيهم.
القمة الفلسطينية المصرية الأردنية تمكنت من وضع الاستراتيجية الدولية وكيفية التحرك في العالم والمجتمع العربي أيضا ووضعت اسس التحرك لعملية السلام ضمن الالتزام بمبادرة السلام العربية من خلال المتابعة والتنسيق المستمر بين مصر والأردن وفلسطين كون لهما تأثير على المستوى الإقليمي والدولي وخاصة في ظل تطور موقف الإدارة الأميركية الحالية واعتبارها اي حل للقضية الفلسطينية لا بد ان يكون على اساس حل الدولتين وعدم التوسع الاستيطاني وضد الأعمال أحادية الجانب وأعلنت عن قرارها بإعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية مما يتطلب ضرورة تكثيف التنسيق العربي مع الإدارة الأميركية وخاصة في ظل التطور الملموس في الرأي العام في الولايات المتحدة وحدوث تغير نوعي حيث بدء المناخ العام الأميركي يصف دولة الاحتلال بأنها دولة قائمة على العنصرية ومعتدية وترتكب جرائم الحرب بما فيهم اليهود الأميركان وهناك عدد كبير من الكنائس الأميركية والجامعات ووسائل الاعلام أصدرت بيانات تدين الاحتلال وممارساته في الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
وفي ظل هذه التطورات الخاصة بعملية السلام وسياسة بناء الثقة لا بد من قيام اللجنة الرباعية التي تضم روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة بعملها مع قرب انعقاد دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الجاري وضرورة الاستفادة من هذه التطورات وعقد اجتماعات الأمم المتحدة لتكون هناك رؤية شاملة وإجراء المزيد من المشاورات بين قادة الدول لتعجيل الاتفاق أولا على عقد المؤتمر الدولي وتحديد موعده واستقطاب التأييد لانعقاده من كافة جوانبه التحضيرية وتكثيف الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما يشمل الضفة الغربية كاملة وقطاع غزة وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.