مشروعات التنمية المستدامة طويلة الأمد ضرورة عاجلة!

المجموعة: الاخبار كتب بواسطة: الدليل

Life For Relief and Development

لايف للإغاثة والتنمية في فلسطين:

في ظل تكرار موجات النزوح وتفاقم الأزمات الإنسانية في الضفة الغربية وقطاع غزة، برزت المشاريع المستدامة كحل طويل الأمد لتخفيف معاناة النازحين وتحقيق نوع من الاستقرار المجتمعي، والتي تهدف إلى تمكين الأسر النازحة بدلًا من الاكتفاء بالمساعدات الطارئة.


شملت هذه المبادرات في الضفة الغربية دعم مشاريع صغيرة للعائلات، مثل توفير معدات إنتاج غذائي، أو دعم ورش خياطة وحرف يدوية للأرامل، إلى جانب مشاريع زراعية تساعد الأسر على تحقيق اكتفاء ذاتي، إلى جانب إنشاء وحدات سكنية مؤقتة قابلة للتطوير، ومرافق تعليمية وصحية داخل بيئات النزوح، فهذه الجهود لا تسهم فقط في سد الاحتياجات الأساسية، بل تزرع بذور الاستقرار، وتدفع نحو الانتقال من الإغاثة إلى التنمية بشكل عملي وإنساني.

تكثيف توزيع مياه الشرب في جميع أنحاء القطاع


لايف للإغاثة والتنمية Life For Relief and Development كانت من الجهات التي أدركت أهمية هذا النهج، حيث أطلقت عدداً من المشاريع التي تهدف إلى تمكين الأسر النازحة بدلًا من الاكتفاء بالمساعدات الطارئة فقط.


حيث عمل فريق لايف في قلب غزة على إعادة تشغيل مولدات الكهرباء، والتي تعمل على إعادة تشغيل آبار مياه الشرب للنازحين بشكل مكثف خاصة مع بدء حرارة الصيف والذين أعربوا عن سعادتهم بنقاء المياه، حيث يقول الناصر محمود والذي يعول أبنائه و15 طفل من أيتام العائلة: " الماء الطازج الذي وفرته لايف لم نتذوقه منذ شهور عديدة، فأطفالي مرضوا بسبب المياه الملوثة التي نضطر لشربها، ولا أدوية لعلاجهم".
وتتفق معه هناء ذات الـ 15 ربيعاً من العمر قائلة:" كلَت يداي وتألم ظهري من كثرة نقل مياه الشرب إلى أهلي بين الحين والآخر، لكنني اليوم شعرت بأنني أميرة عندما سألني أحد شباب "لايف" أين خيمتك وجاء محملاً هو بالمياه دون أن أضطر للعناء في هذا الحر، وظل يضحكني طوال المسير وأنا التي تحملت المسئوليات مبكراً بعد وفاة أمي، ولم أضحك منذ شهور".

دورات المياه في مخيمات غزة ... كرامة مهدرة ووباء ينتشر!
ويعتبر عدم توافر دورات المياه هي التفصيلة الأقسى في المعاناة اليومية للنازحين في غزة، حيث يعاني النساء والأطفال وكبار السن خاصة من ظروف إنسانية صعبة نتيجة دمار البنية التحتية.
وحفاظاً على كرامة النازحين عملت لايف على أن يستقبل سكان شمال القطاع هذا الصيف باستكمال مشروع بناء دورات المياه النظيفة والآمنة والمجهزة للتصدي لانتشار الأمراض المعدية والإسهال والكوليرا، والتي بدأت تنتشر بسهولة في المخيمات بسبب سوء الصرف الصحي.
وتعرب مـ.أ عن سعادتها قائلة: " وجودنا بالحجاب طوال اليوم مع بدء الحر يسبب لنا حكة جلدية والتهابات مستمرة، وتزداد معاناتنا مع فترة العذر الشهري أو عقب الولادة، والأسوأ عدم توافر الحمامات. وقد كانت لفتة طيبة من المتبرعين والداعمين في "لايف" لتوفير دورات المياه، ودعمنا المستمر بطرود الكرامة التي تتوافر بها مستلزمات النساء، والتي خففت عنا بعضاً من العناء والخجل والحرج خاصة للفتيات المراهقات اللاتي تزداد معاناتهن وبدأت تصيبهن الأمراض خاصة مع ضعف المناعة بسبب قلة الطعام.

الضفة الغربية.. دعم الأكثر احتياجا في المخيمات
وفي الضفة الغربية حيث تقول نورا سوالمة مديرة مكتب لايف هناك: "مشروعاتنا المستدامة ودعم الأيتام والتعليم والصحة تكون في المخيمات الأكثر تضرراً واحتياجا، حيث نعرف أن ما نقدمه لا يعوّض شيئًا من المعاناة، لكنه على الأقل يذكّر الناس بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المحن، وأن هناك من يعتني بهم ويقدم لهم قدر المستطاع كما يقدم لأهله، ومشاريع دعم المسنين أيضاً التي تقدمها المؤسسة هي محاولة لتخفيف العبء عنهم، فلا يسألون العون من أحد في مثل هذا العمر، وبشكل عام فإن دعم المشاريع الصغيرة، ودعم برامج التدريب المهني والتقني، وبرامج التشغيل المؤقت داخل المخيمات تفيد النازحين بشكل كبير".

المشروعات الموسمية.. فرصة لبعضِ من السعادة!

كما تتابع لايف مع الداعمين للنازحين في قطاع غزة تنفيذ مشروع الأضاحي، حيث ظهر فريق "لايف" المتواجد في الهند عبر منصات التواصل الاجتماعي للمؤسسة وهو يتابع مراحل التجهيز، وبهذا الخصوص يقول الدكتور عبد الوهاب علاونة مدير المكتب الإقليمي لفلسطين والأردن قائلاً: " عملت "لايف" في غزة خلال موسم عيد الأضحى في العام الماضي رغم الظروف الصعبة التي واجهها رجال الإغاثة، حيث بذل فريق لايف في قلب غزة جهداً حثيثاً ليطعم بلحوم الأضاحي 100 ألف نازح! وتتميز بأنها سريعة التحضير وتتكيف مع ظروف النزوح المتكرر، ومطابقة لشروط الأضحية، لا تحتاج إلى تبريد، ويستلمها النازحون معلبة أو مطهية في وجبات ساخنة".

ومن الجدير بالذكر أن فريق لايف في جميع أنحاء القطاع استقبل الأطفال بالوجبات الطازجة لتعويضهم عن لحوم الأضاحي، وقاموا بتوزيع الملابس للفئات العمرية المختلفة، ومنحهم الكعك والحلوى وألعاب جديدة لرسم بعضاً من السعادة في ظل أجواء الخوف التي تزامنت مع الحرب، حيث تهللت أسارير الأطفال بتواجد فرق لايف في المخيمات، وتجمعوا ونادوا أقرانهم لاستلام الهدايا، فتقول نادية 7سنوات: "فقدت ألعابي منذ شهور عديدة تحت الأنقاض، واليوم حصلت على عروسة جديدة لنتشارك فيها أنا وأخواتي.
وبعيون تتلألأ بريقاً بلعبة سبايدر مان يقول أمجد 9 سنوات: علمتنا الحرب كيف تكون قلوبنا قوية لنواجه لحظات الخوف والجوع والعطش، لكنني اليوم سعيد لأنني لم أتخيل أني سأكون كأي طفل في العالم يحظى بلعبه وحلوى".